في إطار اللقاءات الدورية لمؤسسة التميمي وإسهاما مني في الجدل الدائر حول الذاكرة النقابية والوطنية وإنارة للرأي العام في رفع عديد الالتباسات وتوضيح بعض النقاط بخصوص ما ورد بجريدتكم الموقرّة بتاريخ الأحد 14 مارس 2010 بالصفحة 17 حول مواقف وممارسات المناضل الكبير الحبيب عاشور يطيب لي أن أسوق هذه الملاحظات التالية أورد فيها بعض مناقب وخصال الرجل الذي طبع بنضالاته جزءا من تاريخ تونس الحديث إلى جانب ثلة من المناضلين الذين أسهموا في صياغة مشروع مجتمع حداثي وتقدمي مثل من سبقوه في زرع بذرة النضال النقابي والوطني الزعيم محمد علي الحامي أو من جايلوه : الشهيد فرحات حشاد وأحمد التليلي إذ من المعيب حصر تاريخهم النضالي في نظرة أحادية الجانب فهؤلاء إذ أنّهم ظلوا أوفياء لأصالتهم وهويتهم فقد كانت أفاقهم أرحب وعلاقاتهم أوسع في الانخراط في عالمية الحركة النقابية من أجل الانعتاق الاجتماعي وقد ساندوا حركات التحرر في العالم باعتبارهم آمنوا بالقيم النقابية النبيلة التي تناضل من أجل حرية الإنسان وكرامته في أي مكان بعيدا عن جنسه أو عرقه أو دينه أو لغته.
إن المرحوم الحبيب عاشور قد عمر طويلا في رحاب العمل النقابي والنضال الوطني انطلاقا من انخراطه مبكرا في تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل سنة 1946 وقيادته لأول إضراب عام في تاريخ المنظمة سنة 1947. وهو الإضراب الذي شرعن العمل النقابي وكرّس الاتحاد طرفا اجتماعيا في البلاد.
وقد عاش المرحوم الحبيب عاشور مناضلا قياديا صلبا وفيا لمبادئ الاتحاد وقيمه حتى وفاته لذلك ظل محترما ومبجلا طوال حياته وبعد مماته من قبل الجميع وعلى مختلف الأصعدة الوطنية والعربية والدولية.
فقد عانى المناضل الكبير الحبيب عاشور ويلات السجون والمنافي في معركة التحرر الوطني وأسهم بفاعلية كبيرة وحسّ وطني غيور في بناء الدولة الحديثة وإرساء مجتمع حداثي ودفع ثمن نضاله من أجل تكريس استقلالية المنظمة عن التجاذبات الحزبية والفئوية السجن ثانية والاعتقالات والحصار خلال كل الأزمات التي عاشها الاتحاد في علاقته بالسلطة وأبرزها أزمة 65 حين رفض مقررات مؤتمر المصير ببنزت سنة 64 وعارض تحويل الاتحاد العام التونسي للشغل إلى خلية من خلايا الحزب الحاكم فكان له السجن مرة أخرى وكذلك في أزمة 26 جانفي 1978 وأزمة 1985 وقد ظل دائما شامخا وهو الأسد العجوز كما شبهته الصحافة الدولية في ذلك الزمان أو طائر الفينيق ينهض في كل مرة قويا ومناضلا. كما لا يفوتنا دفاعا عن التاريخ وحماية للذاكرة أن نقرّ للرجل وقوفه المبدئي والثابت لنصرة قضايانا العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية حيث نجح في فرض هويتها باعتبارها قضية عادلة في المنابر الدولية خاصة منظمة العمل الدولية التي كانت تحظر ذكر القضية الفلسطينية إلى جانب مناصرته لكل قضايا التحررّ في العالم وخاصة في إفريقيا.
إن هذا غيظ من فيض يحسب للرجل وحتى نقارب تجربته النضالية الكبيرة ونفيه بعض حقه في ظلّ الصمت المريب وتسفيها للمشككين. ويكفيه شهادة فرحات حشاد شهيد الحركة النقابية سنة 1948 في افتتاحية صحيفة صوت العمال لسان الاتحاد في الذكرى الأولى لحوادث 5 أوت 1947 : " وما الأخ الحبيب عاشور ورفاقه إلا جنودا اقسموا على أنفسهم وعاهدوا الله على متابعة الكفاح في سبيل نهضة طبقتنا العاملة، وما النكبة التي سلطت عليهم إلا مرحلة من مراحل جهادهم الصادق الشريف... ولقد أظهر الأخ الحبيب عاشور في دفاعه شجاعة وإقداما مما أذهل الخصوم وجعل لسان الاتهام محتارا لدرجة استحال معها تكذيب الحقائق الدامغة ".
عبد المجيد الصحراوي
الأمين العام المساعد للاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي
إن المرحوم الحبيب عاشور قد عمر طويلا في رحاب العمل النقابي والنضال الوطني انطلاقا من انخراطه مبكرا في تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل سنة 1946 وقيادته لأول إضراب عام في تاريخ المنظمة سنة 1947. وهو الإضراب الذي شرعن العمل النقابي وكرّس الاتحاد طرفا اجتماعيا في البلاد.
وقد عاش المرحوم الحبيب عاشور مناضلا قياديا صلبا وفيا لمبادئ الاتحاد وقيمه حتى وفاته لذلك ظل محترما ومبجلا طوال حياته وبعد مماته من قبل الجميع وعلى مختلف الأصعدة الوطنية والعربية والدولية.
فقد عانى المناضل الكبير الحبيب عاشور ويلات السجون والمنافي في معركة التحرر الوطني وأسهم بفاعلية كبيرة وحسّ وطني غيور في بناء الدولة الحديثة وإرساء مجتمع حداثي ودفع ثمن نضاله من أجل تكريس استقلالية المنظمة عن التجاذبات الحزبية والفئوية السجن ثانية والاعتقالات والحصار خلال كل الأزمات التي عاشها الاتحاد في علاقته بالسلطة وأبرزها أزمة 65 حين رفض مقررات مؤتمر المصير ببنزت سنة 64 وعارض تحويل الاتحاد العام التونسي للشغل إلى خلية من خلايا الحزب الحاكم فكان له السجن مرة أخرى وكذلك في أزمة 26 جانفي 1978 وأزمة 1985 وقد ظل دائما شامخا وهو الأسد العجوز كما شبهته الصحافة الدولية في ذلك الزمان أو طائر الفينيق ينهض في كل مرة قويا ومناضلا. كما لا يفوتنا دفاعا عن التاريخ وحماية للذاكرة أن نقرّ للرجل وقوفه المبدئي والثابت لنصرة قضايانا العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية حيث نجح في فرض هويتها باعتبارها قضية عادلة في المنابر الدولية خاصة منظمة العمل الدولية التي كانت تحظر ذكر القضية الفلسطينية إلى جانب مناصرته لكل قضايا التحررّ في العالم وخاصة في إفريقيا.
إن هذا غيظ من فيض يحسب للرجل وحتى نقارب تجربته النضالية الكبيرة ونفيه بعض حقه في ظلّ الصمت المريب وتسفيها للمشككين. ويكفيه شهادة فرحات حشاد شهيد الحركة النقابية سنة 1948 في افتتاحية صحيفة صوت العمال لسان الاتحاد في الذكرى الأولى لحوادث 5 أوت 1947 : " وما الأخ الحبيب عاشور ورفاقه إلا جنودا اقسموا على أنفسهم وعاهدوا الله على متابعة الكفاح في سبيل نهضة طبقتنا العاملة، وما النكبة التي سلطت عليهم إلا مرحلة من مراحل جهادهم الصادق الشريف... ولقد أظهر الأخ الحبيب عاشور في دفاعه شجاعة وإقداما مما أذهل الخصوم وجعل لسان الاتهام محتارا لدرجة استحال معها تكذيب الحقائق الدامغة ".
عبد المجيد الصحراوي
الأمين العام المساعد للاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire