vendredi 5 mars 2010

بن يحيى... البكوش... مواعدة والصحراوي يتحدثون لـ«الصباح» عن حلم المغرب العربي

يحتفل الشعب المغاربي اليوم بالذكرى الواحدة والعشرين لتأسيس اتحاد المغرب العربي وسط تساؤلات حول واقع ومصير ودور هذا الهيكل الذي عصفت به الخلافات السياسية بين البعض من أعضائه مما عطّل هياكله وعرقل أهدافه وقضى على طموحات شعوبه...
وكان اتحاد المغرب العربي، الذي حمل في وقت ما حلم توحيد الشعوب المغاربية, تأسس في 17 فيفري 1989 بمدينة مراكش المغربية في قمة تاريخية جمعت زعماء الدول الخمس الرئيس زين العابدين بن علي والعاهل المغربي الراحل الحسن الثاني والليبي معمر القذافي والرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد والموريتاني معاوية ولد سيدي أحمد الطايع.
وكانت انطلاقة اتحاد المغرب العربي تبشر حسبما أعلن بتوحيد بلدان المنطقة ، وفتح الحدود أمام تنقل الأشخاص والبضائع، ورفع جميع الحواجز القمرقية والإدارية... لكن الحلم سرعان ما تبخر ليدخل الاتحاد في سبات عميق طال أكثر من اللزوم وعصف بأحلام الشراكة والعمل المشترك والتكتل والاندماج...
وطيلة أكثر من عقدين من الزمن، ظل الاتحاد المغاربي يتأرجح بين رغبة الشعوب في تفعيل هياكل الاتحاد وتجاذبات القادة السياسية التي تدفع إلى الوراء وهو ما يفسر عدم المصادقة سوى على 6 اتفاقيات فقط من بين 37 مشروع اتفاقية. وظلت مجموعة من الاتفاقيات الموقّعة المتعلقة بإقامة سوق زراعية موحدة والتنقل ببطاقة الهوية بين البلدان الأعضاء وإزالة الحواجز القمرقية مجرد حبر على ورق لم تعرف طريقها إلى التفعيل الحقيقي.
وكانت العلاقات الجزائرية-المغربية وخاصة أزمة سنة 1994 التي أعلن فيها عن إغلاق الحدود بين البلدين على إثر حادثة ما سمي بـ «فندق أطلس إيسني» الشهيرة التي اعتقل خلالها جزائريون بالفندق الواقع بمدينة مراكش اتهموا بإطلاق النار داخله. لتكون مدينة مراكش صدفة شاهدة على ميلاد اتحاد المغرب العربي وشاهدة كذلك على دخوله «غرفة الإنعاش.»
ولا يخفى كذلك أن مشكل الصحراء عمّق بدوره الخلافات السياسية بين المغرب والجزائر ليظل حجر عثرة أمام محاولات فك الجمود على هذا الهيكل.
كما ظلت مواقف الطرف الليبي الذي ما انفك يدعو من أجل وحدة وتكتل عربي وكذلك إفريقي محل استغراب جراء بعض المواقف المنفردة التي تتخذ من حين لآخر ومنها خاصة فرض قيود على حركة تنقل المغاربيين نحو التراب الليبي.
وكانت عديد الدراسات السياسية والاقتصادية العربية والدولية أشارت بوضوح إلى كلفة «اللامغرب» من ذلك الدراسة التي نشرها معهد استراتيجي إسباني والتي خلصت إلى أن تعطيل مؤسسات اتحاد المغرب العربي يكلف أعضاءه حوالي 3.6 مليار دولار، كما أنه يتسبب في تعثر التنمية البشرية لدوله. فيما قدر العديد من الخبراء الاقتصاديين أن دول المغرب العربي بعجزها عن تحقيق التكامل الاقتصادي، فوتت على نفسها خلال العقدين الماضيين فرص توفير أكثر من تسعة ملايين منصب شغل إضافي وحوالي 720 مليار دولار في مداخيلها.
وأشار أحد تقارير صندوق النقد الدولي كذلك إلى أن جمود معاهدة اتحاد المغرب العربي يكلف دول المنطقة خسارة قدرت في حدود 16 مليار دولار سنويا، مضيفا أن هذه الخسارة تنعكس على اقتصاديات المغرب والجزائر بالخصوص. مشددا على أن غياب التنسيق والاندماج الاقتصاديين واستمرار الحواجز القمرقية بين دول المغرب العربي يشكلان إهدارا لفرص قوية للاستثمار الدولي.
هذا الواقع، وهذه الآفاق المسدودة، جعلت البعض يفكر في إيجاد صيغ جديدة لتفعيل التكتل والاندماج بين دول المنطقة. من ذلك إعلان وزير خارجية الجزائر عن مبادرة الهدف منها تحويل اتحاد المغرب العربي الى مجموعة اقتصادية فاعلة وناجعة.. عوض هيكل سياسي قضت عليه الخلافات السياسية ووأدته قبل أن يشهد ولادته الحقيقية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهادي البكوش:مغرب متحديبقى ضرورة حياتية لشعوبنا
كان بعث اتحاد المغرب العربي بمراكش حدثا كبيرا في تاريخ بلادنا وفي بلدان المنطقة، تغلب به رؤساؤنا على الخلافات وترفعوا عن حزازات وتجاوزوا الملابسات. ولكن مع الأسف تعثر هذا الاتحاد بعد بدايات واعدة. وهو اليوم متوقف أو شبه متوقف. وبالرغم عن ذلك فان مغربا متحدا يبقى ضرورة حياتية لشعوبنا للحفاظ على استقلالها ودعم مناعتها وضمان تنميتها.
وقال: «لا مستقبل لنا بدون مغرب متحد فهو الكفيل وحده بتحقيق ما يلزمنا من تمويلات خارجية وما نحتاجه من مشاريع صناعية كبرى وما يجب علينا من توفير شغل لأصحاب الشهادات ولا يكون ذلك إلا بزيادة في نسق التنمية»
وختم «ان السعي لبناء مغرب متحد هو خيار استراتيجي لتونس أكده وما فتئ يؤكده منذ السابع من نوفمبر ويعمل له الرئيس زين العابدين بن علي».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحبيب بن يحيى:التكتل المغاربي وحده أساس الأمن والاستقرار بالمنطقة
كان لـ«الصباح» منذ أيام لقاء مع السيد الحبيب بن يحيى الأمين العام لاتحاد المغرب العربي على هامش الندوة الدولية حول «الشباب والمستقبل: تحديات الواقع تعزيز القدرات وآليات المشاركة» التي احتضنتها تونس، أكد خلاله أن جميع الأطراف متمسكة بمغرب عربي موحد وأن الشراكة المغاربية والتكتل والاندماج هي من مصلحة كافة الشعوب ودول المغرب العربي وأساس الأمن والاستقرار بالمنطقة. وأكد أن التكامل المغاربي ضرورة ملحة لخدمة المصالح المشتركة ومجابهة الأزمات الدولية الحادة. وقال إن المقررات الأخيرة التي خرج بها اجتماع طرابلس، لوزراء خارجية الاتحاد المغاربي ، تشكل خارطة طريق 2010 التي تتضمن في برنامجها اجتماعات عديدة، على مستوى اللجان الوزارية المتخصصة في المال والأمن الغذائي، وعلى مستوى المنظمات المعنية بتطوير مجالات من قبيل الزراعة والنقل. وأكد ان هياكل الاتحاد تعمل رغم بعض الصعوبات وقدمت الكثير في قطاعات هامة كالصحة والنقل والأمن الغذائي ومقاومة التصحر والشباب. وأضاف بن يحيى أن سنة 2010 ستكون هامة في مجال العمل المغاربي المشترك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد مواعدة:خلل هيكلي وشلل عضوي يضرب المغرب العربي في الصميم
«تمر ذكرى تأسيس اتحاد المغرب العربي هذه المرة لا نقول مثل سابقاتها ونعني ما يعانيه الاتحاد من خلل هيكلي وشلل عضوي يضربه في الصميم وإنما هنالك مزيدا من التدهور مقارنة بالذكرى الأخيرة. والجديد هو الاقتراح الجزائري الأخير القاضي بتحويل الاتحاد إلى مجموعة اقتصادية لما لذلك من فائدة وبراغماتية» حسب تصريح وزير الخارجية الجزائري. ذلك أن الاتحاد بمضمونه السياسي أصبح شعارا مجردا من أية فائدة. وهذا يعني العودة إلى النقطة الصفر... أي مرحلة اللجنة الاستشارية.
وأضاف مواعدة «أن المثير للاستغراب عبارة «كلفة اللامغرب» التي يرددها الجميع ويدرك خطورتها الجميع.. هذه الكلفة التي لا تخفى أضرارها على بلدان المغرب العربي مجتمعة ومنفردة وفي مرحلة يشهد فيها العالم تكوين تجمعات إقليمية، لم يستطع المغرب العربي التغلب على العقبات الموجودة». وقال: «نغتنم هذه المناسبة للتأكيد على أن جميع الأطراف المغاربية وهذا ما أعرفه شخصيا عن قياداتها تشهد بدور تونس ورئيسها زين العابدين بن علي في بذل الجهد الجهيد لتجاوز هذه العقبات. لكن يبدو أن الخلافات وخاصة بين الجزائر والمغرب على درجة كبيرة من العمق والتعقيد مما يجعلها تواجه جميع المساعي التوحيدية التي تتلاءم ومسارها التاريخي ومطامح شعوبنا المشروعة. فهل نقبل بهذا الواقع المعقد؟ لا نعتقد ذلك، فلا بد من مواصلة النضال في مختلف المجالات حتى نجعل من ذكرى التأسيس القادمة أفضل وأكثر اقترابا من الأمل».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد المجيد الصحراوي الأمين العام المساعد للاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي المكلف بالإعلام:تفعيل الهياكل وتجسيم الاتفاقيات
يصادف اليوم السابع عشر من فيفري الإعلان منذ إحدى وعشرين سنة عن ميلاد اتحاد المغرب العربي. وتتجدّد في مثل هذه المناسبة ما تحمله هذه الذكرى من معان تاريخية وتطلعات مشتركة بين أبناء المنطقة منذ لقاءات طنجة سنة 1958 من أجل توحيد المغرب العربي الكبير.
بهذه المناسبة يجدّد الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي تمسكّه بالأهداف التي نصّ عليها إعلان مراكش في السابع عشر من فيفري 1989 ويؤكد انخراط الطبقة العاملة المغاربية ومنظمتها النقابية الموحّدة التي تأسّست في نفس السنة التي تأسّس فيها اتحاد المغرب العربي. ومنذ إحدى وعشرين سنة والاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي يناضل من أجل تفعيل شعار البناء المغاربي المشترك وخاصة إقامة منطقة مغاربية للتبادل الحر ودعم القوة التفاوضية للمنطقة المغاربية إزاء الاتحاد الأوروبي وسائر التجمعات الإقليمية وتوحيد السياسات التنموية والتشريعية الاجتماعية.
النكسـة
بعد النكسة التي شهدها العمل المغاربي المشترك منذ أواسط التسعينات، فأنه لا مناص من أن نحمّل الحكومات المغاربية مسؤولية ذلك، بسبب مواقف الإنكفاء عن الذات والحلول القطرية الضيقة في زمن العولمة وهو ما يحتّم الإسراع بتخطّي كل العقبات من أجل اتحاد مغاربي فاعل وقادر على تلبية حاجيات شعوبنا في التقدم والرفاه والتعامل بندية مع الكيانات الاقتصادية الكبرى وتعبئة الإمكانيات لدفع نسق التنمية الاقتصادية والبشرية. ولا بد من الإشارة هنا إلى النداءات التي توجه بها الأمين العام للاتحاد النقابي إلى قادة المنطقة من أجل تفعيل هياكل الاتحاد المغاربية خاصة على مستوى الرئاسة.
تنقية الأجواء
ولا بدّ من ضرورة تنقية الأجواء المغاربية وتغليب عوامل الوحدة على عوامل الاختلاف والانصراف لتكريس المشروع المغاربي بمنأى عن الخلافات السياسية، ولا بد ثانيا من الإسراع بتنشيط مؤسسات اتحاد دول المغرب العربي وتفعيل اللجان القطاعية المشتركة وتحيين الاتفاقيات المغاربية وتطبيقها.
مجلس اقتصادي واجتماعي مغاربي
ولإعطاء مضمون اقتصادي واجتماعي ملموس للبناء المغاربي المشترك فإنه من الضروري الانطلاق من خيارات اجتماعية تحدّ من تأثيرات النموذج الليبرالي المجحف وحماية الاقتصاديات المغاربية من تأثيرات العولمة ومخاطر الاندماج المتسرّع في منطقة التبادل الحر الأورومتوسطيّة ومن الضروري أيضا تشريك كافة الأطراف الاجتماعيين والمنظمات الشعبية والمدنية في تجسيم الكيان المغاربي مع التأكيد على ضرورة إحداث مجلس اقتصادي واجتماعي مغاربي يكون إطارا لمناقشة مقتضيات الاندماج وتوحيد تشريعات العمال والأنظمة الاجتماعية وإرساء حوار اجتماعي مغاربي.
جسور التواصل
وعلى عكس ما هو شائع، فإنّ جسور التواصل لم تنقطع يوما بين أبناء الأقطار الخمسة، والدليل أنّ القيادات والمناضلين النقابيين في كل من الجزائر والمغرب مثلا يلتقون جنبا إلى جانب في مختلف الأنشطة التي يحتضنها الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي وبالتالي فإن أسباب التعثّر لا تعود إلى انقطاع جسور التواصل وإنما إلى غياب الإرادة السياسية الثابتة.
وعلى مستوى الاتحاد النقابي فقد أمكن بفضل إرادة النقابيين نحت كيان نقابي مغاربي متماسك مهيكل لم ينفك يسعى ويجتهد من أجل تحريك السواكن والتقدم بالمسيرة المغاربية المشتركة.
سـفـيـان رجـب

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire